شهد إقليم مايوت الفرنسي، الواقع في المحيط الهندي، كارثة طبيعية مدمرة مع اجتياح إعصار “تشيدو”، الذي بلغت سرعة رياحه أكثر من 220 كيلومترًا في الساعة. أسفر الإعصار عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث وصف بأنه الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ قرن.
خسائر بشرية ودمار شامل
تسبب الإعصار في مقتل عدد من الأشخاص، بينما دُمرت آلاف المنازل، وتعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة. وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، مزّقت الرياح العاتية أسطح المباني واقتلعت الأشجار، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة من الجزيرة التي يسكنها نحو 300,000 نسمة.
أعلنت السلطات الفرنسية حالة التأهب القصوى، وحظرت خروج السكان إلا للضرورة. تم إرسال طائرة عسكرية محملة بالإمدادات الإنسانية، بالإضافة إلى تعبئة 1,600 من رجال الشرطة والدرك لتقديم المساعدة وضمان الأمن ومنع أعمال النهب.
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، خلال اجتماع أزمة حكومي، أن العواقب الاقتصادية والاجتماعية للإعصار تمثل تحديًا كبيرًا على المدى القصير والمتوسط، لا سيما في توفير إمدادات المياه والغذاء.
من جانبه، أشار وزير الداخلية برونو ريتيلو إلى أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات في الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا، مما يعني أن الحصيلة النهائية للخسائر قد ترتفع.
تضرر البنية التحتية الحيوية
تعرض مطار مايوت لأضرار كبيرة، حيث أصيب برج المراقبة بأضرار جسيمة. وأوضح وزير النقل الفرنسي أن حركة الطيران ستقتصر في البداية على الطائرات العسكرية لنقل الإمدادات الضرورية، بينما سيتم استخدام السفن لتأمين المساعدات.
جهود الإغاثة والمساعدات الدولية
في إطار الإغاثة، تم نشر 110 من فرق الإنقاذ والإطفاء من فرنسا ومنطقة لاريونيون، مع تعزيزات إضافية من 140 فردًا. كما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متابعته للوضع عن كثب لضمان استجابة فعّالة.
تحديات إضافية تواجه مايوت
يُذكر أن إقليم مايوت يعد من أفقر المناطق الفرنسية، حيث يعاني من نقص في الاستثمارات والبنية التحتية، بالإضافة إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية تفاقمت في السنوات الأخيرة.
الوضع الحالي
مع استمرار جهود الإغاثة، لا يزال السكان في مايوت يواجهون تحديات يومية بسبب نقص المياه والكهرباء وتدمير منازلهم، بينما تسعى السلطات لتوفير حلول إسكان مؤقتة ودعم السكان المتضررين.