في ظل التغيرات الاقتصادية السريعة، أصبح امتلاك منزل شخصي في السويد هدفًا بعيد المنال لكثير من السويديين، حيث يواجه أكثر من نصف السكان صعوبات كبيرة في شراء العقارات.
لم يعد نموذج الرفاهية التقليدي المتمثل في “منزل وسيارة فولفو وكلب” في متناول الجميع؛ بل باتت الثلاثية الجديدة تركز على “تسديد الفواتير، دفع القروض، وتوفير الأساسيات الغذائية”.
الدراسة الحديثة تكشف الصعوبات
تناول الكاتب السويدي كارل لينيوس هذه التحديات استنادًا إلى دراسة حديثة، أشارت إلى أن حوالي 75% من السويديين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و39 عامًا عاجزون عن شراء منزل. حتى بين الفئة العمرية من 39 إلى 54 عامًا، يعاني نصفهم من صعوبة في اتخاذ قرار شراء منزل مستقل.
العوائق المالية وشروط الشراء
لشراء منزل في السويد، يتوجب على المشترين دفع دفعة أولى بنسبة 15% من قيمة العقار، يليها أقساط شهرية تتراوح بين 20,000 كرون سويدي كحد أدنى لمدة عشر سنوات. ومع ذلك، حتى مع القدرة على توفير الدفعة الأولى، يجد الكثيرون صعوبة في الالتزام بالأقساط الشهرية المتزايدة.
شروط البنوك وتقييم القدرة المالية
لا تقتصر العوائق على ارتفاع الأسعار فقط، حيث تفرض البنوك السويدية شروطًا صارمة تمنع العديد من الحصول على تمويل عقاري.
في حين تقوم البنوك بتقييم الدخل المتبقي بعد دفع أقساط التمويل لتحديد ما إذا كان المقترض قادرًا على تغطية تكاليف المعيشة وسداد القرض. وفي حال عدم توفر مبلغ كافٍ، يتم رفض القرض، مما يزيد من صعوبة تحقيق حلم امتلاك منزل.
أرقام تعكس واقعًا معقدًا
كما تشير الأرقام إلى أن 75% من الشباب السويدي في الفئة العمرية المستهدفة يفتقرون إلى الدخل الكافي لشراء منزل أو شقة صغيرة، خاصة في المدن الكبرى. ففي المدن الصغيرة، يحتاج الفرد لدخل شهري قدره حوالي 35,000 كرون، بينما يرتفع إلى 44,000 كرون في المدن الكبرى. هذا إلى جانب الحاجة لتوفير دفعة أولى تتراوح بين 370,000 و450,000 كرون.
توضح الدراسة أن امتلاك منزل في السويد أصبح تحديًا اقتصاديًا كبيرًا، حيث يجد السويديون صعوبة متزايدة في توفير التمويل اللازم وشراء العقارات، مع تعقيدات الشروط البنكية وارتفاع تكاليف المعيشة.