في خطوة تاريخية، حصلت إدارة الوقود النووي السويدية (SKB) على الضوء الأخضر من محكمة الأراضي والبيئة لإنشاء مستودع نهائي لتخزين الوقود النووي المستهلك في منطقة فورسمارك، بالإضافة إلى منشأة التغليف في أوسكارسهامن. هذا القرار يعني أن السويد باتت جاهزة لبدء العمل في مشروع المستودع النهائي للنفايات النووية المستهلكة.
موافقة الحكومة ومحكمة البيئة
في عام 2022، أعلنت الحكومة السويدية أن المشروع مسموح به وفقًا لقانون البيئة. إلا أن الشروط الدقيقة لتشغيل المشروع كانت في انتظار موافقة محكمة الأراضي والبيئة، والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا.
حدود الإذن الممنوح
يقتصر الإذن الحالي على معالجة النفايات النووية الناتجة عن المفاعلات الـ12 ضمن البرنامج النووي السويدي الحالي. ولا يشمل القرار النفايات النووية التي قد تنتج عن مشاريع جديدة مستقبلية للطاقة النووية.
ومن المتوقع أن يتم تخزين نحو 6000 كبسولة تحتوي على ما يقرب من 12000 طن من الوقود النووي المستهلك في هذا المستودع على مدى الـ70 عامًا القادمة، مع إمكانية التمديد.
وبهذا، تعتبر هذه الخطوة محطة رئيسية لإدارة الوقود النووي السويدي، كما أشار ستيفان إنغدال، الرئيس التنفيذي لشركة SKB.
التخزين وفقًا لتقنية KBS-3
سيتم تخزين النفايات النووية باستخدام طريقة KBS-3، التي تعتمد على ثلاثة حواجز أمان:
كبسولة نحاسية سميكة (50 مم) محيطة بالنفايات.
عازل إضافي حول الكبسولة.
تخزينها على عمق 500 متر في صخور فورسمارك.
مخاوف وانتقادات من قبل المنظمات البيئية
رغم الموافقة، عبّرت جمعية مراجعة النفايات النووية للمنظمات البيئية (MKG) عن قلقها بشأن الظروف المحيطة بالمشروع. ترى الجمعية أن الشروط الحالية ضعيفة جدًا وأنه لم يتم دراسة جدوى طريقة KBS-3 بشكل كافٍ لضمان عدم تسرب المواد المشعة على المدى الطويل، مشيرة إلى احتمال حدوث تسرب بعد مئات السنين.
وقالت ليندا بيركيدال، رئيسة MKG: “في ظل هذه الظروف غير الملائمة، لا ينبغي الشروع في بناء المستودع”.
استمرار الرقابة الحكومية
بالرغم من منح الإذن لبدء المشروع، ستواصل هيئة الأمان الإشعاعي مراقبة المستودع النهائي لضمان سلامته. ومن المتوقع أن يبدأ العمل على المشروع في مطلع العام القادم. ورغم ذلك، يتطلب إغلاق المستودع النهائي في المستقبل تصريحًا حكوميًا إضافيًا.