زيارة وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى سوريا برفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، لم تكن زيارة دبلوماسية عادية.
حملت الزيارة، التي تمت نيابة عن الاتحاد الأوروبي، عدة رسائل سياسية ورمزية، بدءًا من اختيار الطائرة العسكرية وصولًا إلى ملابس بيربوك “الكاجوال”. بحسب تقرير skynewsarabia.
الرسالة الأولى: الطائرة العسكرية
اختارت بيربوك السفر إلى سوريا على متن طائرة عسكرية، برفقة عناصر عسكرية، وهو أمر غير معتاد في الزيارات الدبلوماسية.
كما تم تصوير فيديو لها داخل الطائرة وهي ترتدي سترة واقية من الرصاص وتحية العناصر العسكرية. هذه الخطوة أرسلت رسالة واضحة بأن ألمانيا تتعامل مع الوضع في سوريا بحذر شديد.
الرسالة الثانية: السترة الواقية
عند وصولها إلى مطار دمشق، ظهرت بيربوك مرتدية سترة واقية من الرصاص، مما أضاف طبقة أخرى من الحذر إلى رسالتها. هذا التصرف يعكس عدم ثقة ألمانيا الكاملة في الأوضاع الأمنية بسوريا، رغم التغيرات السياسية الأخيرة.
الرسالة الثالثة: الملابس “الكاجوال”
خلال لقائها مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، اختارت بيربوك ارتداء ملابس غير رسمية (“كاجوال”)، بعيدًا عن الزي الدبلوماسي التقليدي.
هذا الاختيار فُسر على أنه رسالة بأن ألمانيا لا تعترف بالكامل بالحكومة السورية الجديدة. كما رأى البعض أن الملابس تعبر عن انفتاح بيربوك كامرأة في مواجهة خلفية الشرع الإسلامية.
الرسالة الرابعة: التصريحات الحذرة
لم توزع بيربوك الابتسامات المعتادة في اللقاءات الدبلوماسية، بل ظهرت بملامح حادة. وفي تصريحاتها، أكدت أن ألمانيا ستقف إلى جانب سوريا إذا تحركت نحو مستقبل سلمي ومنفتح، لكنها لن تدعم “أسلمة” البلاد.
كما أشارت إلى أن الأموال الأوروبية لن تذهب إلى هيئات إسلامية، مما يعكس تشكيكًا أوروبيًا في نوايا الحكومة السورية الجديدة.
زيارة بيربوك إلى سوريا حملت رسائل متعددة، بدءًا من الحذر الأمني وصولًا إلى التشكيك السياسي. هذه الزيارة تعكس موقف ألمانيا والاتحاد الأوروبي الحذر تجاه التطورات في سوريا، مع التأكيد على ضرورة تحقيق تحولات ديمقراطية وحماية حقوق النساء والأقليات.