أثارت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لمئات الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال غزة، وهم شبه عراة وسط أنقاض منازلهم المدمرة، ردود فعل واسعة.
تُظهر الصور مدنيين فارين من منازلهم بعد قصف إسرائيلي مكثف، وهم يجلسون على الأرض بلا ملابس كافية في ظروف صعبة وقاسية.
يأتي هذا الحدث في سياق الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أسابيع، والتي أدت إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين وترك عشرات الآلاف عالقين في ظروف معيشية مأساوية.
ووفقًا لشهود عيان تحدثوا إلى شبكة “سي إن إن”، فقد اعتقل الجيش الإسرائيلي عددًا كبيرًا من المدنيين، وأمر العديد منهم بخلع ملابسهم عند محاولتهم الهروب من منطقة القتال.
رد الجيش الإسرائيلي والمنظمات الحقوقية
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بتفتيش المدنيين كإجراء أمني روتيني، مضيفًا أن بعض المعتقلين يُطلب منهم خلع ملابسهم بهدف التأكد من عدم حيازتهم لأي متفجرات. وقال الجيش إن الإجراءات تتم “وفقًا للقانون الدولي” وإن الملابس تعاد للمعتقلين “عندما يكون ذلك ممكنًا”.
إلا أن منظمات حقوقية دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، انتقدت ممارسات الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين، معتبرة أن تجريدهم من ملابسهم يمثل انتهاكًا للكرامة الإنسانية.
وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إن هذه المعاملة المهينة تهدف إلى إذلال الضحايا أمام المحتجزين الآخرين والجنود، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية الخاصة بحماية المدنيين.
تواصل العمليات العسكرية في جباليا، التي تعد واحدة من أكثر المناطق تأثرًا، حيث أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر متكررة بالإخلاء، ما دفع السكان للنزوح وسط قصف عنيف وأوضاع إنسانية مأساوية.