توفي الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، عن عمر يناهز 83 عامًا. غولن، المعروف بكونه الخصم اللدود للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وُجهت إليه اتهامات بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016، وهو الاتهام الذي أنكره غولن مرارًا وتكرارًا.
تم الإعلان عن وفاة غولن مساء الأحد، وفقًا لموقع “حركول”، الذي يعرض مواعظه. تم الإعلان عن وفاته عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث كان يتلقى العلاج في أحد المستشفيات الأمريكية.
من حليف إلى خصم
كانت علاقة غولن بأردوغان جيدة في فترة معينة، إلا أن الأمور تغيّرت تمامًا بعد محاولة الانقلاب التي استهدفت الإطاحة بحكومة أردوغان.
خلال تلك الأحداث، استولى جنود على دبابات ومروحيات، ما أسفر عن مقتل حوالي 250 شخصًا. ورغم نفي غولن تورطه في الانقلاب، إلا أن السلطات التركية استمرت في اتهامه.
الحركة وتأثيرها الدولي
قادت حركة “الخدمة” التابعة لغولن نشاطات تعليمية واسعة النطاق، مع التركيز على ما تصفه بالإسلام المعتدل والتعليم الغربي، وشملت أنشطتها مدارس ومؤسسات تعليمية في العديد من دول آسيا الوسطى، البلقان، وإفريقيا.
كما شهد عام 2013 تصعيدًا حادًا في الخلافات بين غولن وأردوغان بعد تسريب تحقيقات فساد طالت وزراء ومسؤولين حكوميين، وهو ما دفع الحكومة التركية لتصنيف حركة غولن كجماعة إرهابية عام 2016 وإصدار مذكرة توقيف بحقه.
القمع بعد الانقلاب
عقب الانقلاب الفاشل، بدأت السلطات التركية في ملاحقة أعضاء حركة غولن، مما أدى إلى اعتقال الآلاف وإغلاق العديد من المدارس والشركات التابعة للحركة. رغم تلك الجهود، بقي غولن مقيمًا في الولايات المتحدة ولم يتم تسليمه إلى تركيا.