تطالب منظمات طبية واجتماعية في السويد بضرورة تنفيذ برنامج تطعيم وطني مخصص لكبار السن، بعد أن تلقوا دعمًا واسعًا من الأحزاب البرلمانية لتحقيق ذلك.
وفي الوقت الذي أظهرت فيه جائحة كورونا أوجه القصور في رعاية كبار السن، حان الوقت لتفعيل برنامج يساعد في تحسين صحتهم ورفاهيتهم، خاصةً مع تزايد الأمراض القابلة للوقاية بالتطعيم.
وأكدت لجنة كورونا سابقًا أن كبار السن المصابين بأمراض مزمنة عانوا من نقص الرعاية مقارنةً بغيرهم من البالغين، مما زاد من أهمية تمكين كبار السن من الوصول إلى اللقاحات الفعالة ضد الأمراض التي تؤثر عليهم بشكل خاص.
يهدف البرنامج إلى منح هذه الفئة حماية مماثلة لما يتمتع به الأطفال عبر البرنامج الوطني لتطعيم الأطفال، وهو برنامج نجح في توفير تغطية تطعيمية مرتفعة مدعومة بتأييد شعبي.
ويشير المتخصصون إلى أن كبار السن يحتاجون إلى هذا البرنامج ليتمكنوا من الاستمتاع بحياة صحية وآمنة من مخاطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
ومن هنا، تؤكد المنظمات المشاركة، ومن بينها الجمعية السويدية لعلم الفيروسات وصندوق الفيروسات والأوبئة، على أهمية تحرك الحكومة لتحمل مسؤولية هذا البرنامج الصحي الوطني بدلًا من جعله مسؤولية إقليمية.
يشدد الخبراء أيضًا على أن برنامج التطعيم لكبار السن ليس فقط ضرورة طبية بل يعد استثمارًا اقتصاديًا للحد من الإصابات وتخفيض حالات الدخول للمستشفيات، مما يسهم في التخفيف من التكاليف الطبية، وتعزيز مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال تقليل الحاجة للمضادات الحيوية.
في حين يواجه كبار السن ذوو الدخل المحدود صعوبة في تحمل تكلفة التطعيمات، مما يؤدي إلى تفاوت في الرعاية الصحية. ولهذا، فإن تمويل البرنامج على المستوى الوطني سيمكن جميع كبار السن، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو وضعهم المالي، من الحصول على اللقاحات اللازمة.
يتفق الباحثون والمنظمات المعنية برعاية كبار السن على أهمية البرنامج الوطني لكبار السن في تحسين جودة الحياة وتعزيز الرعاية الصحية المتساوية للمجتمع ككل.
وجددوا الدعوة إلى الحكومة للتحرك الآن لتقديم الأفضل لكبار السن في السويد من خلال إطلاق برنامج التطعيم الوطني وتحقيق صحة عامة أفضل واستعداد أكبر للأزمات الصحية المستقبلية.