في خطوة تهدف إلى تخفيف العبء على النظام الصحي وتقليل التكلفة على دافعي الضرائب، قررت الحكومة البريطانية فرض حظر على التدخين بالقرب من المدارس، المستشفيات، وملاعب الأطفال.
ويأتي هذا الإجراء كجزء من قانون التبغ والسجائر الإلكترونية الجديد، الذي من المقرر عرضه على البرلمان، ويشمل خطوات غير مسبوقة لمكافحة التدخين، بما في ذلك فرض قيود على استخدامه من قبل المراهقين.
ورغم أن الحكومة كانت قد طرحت فكرة حظر التدخين أيضًا خارج الحانات والمقاهي، إلا أنها تخلت عن هذه الفكرة بعد تصاعد المخاوف من تأثيرها السلبي على السياحة.
تشريعات طبية لإنقاذ الأرواح وتقليل الوفيات
صرح وزير الصحة ويس ستريتينغ: “إذا لم نتخذ إجراءات الآن لمساعدة الناس على العيش بصحة جيدة، فإن تدهور الحالة الصحية في مجتمعنا يهدد بتحميل خدمة الصحة الوطنية أعباء مالية ضخمة”. وأضاف أن هذه التشريعات ستساهم في إنقاذ آلاف الأرواح.
وكان رئيس الوزراء كير ستارمر قد أيد في وقت سابق فكرة حظر التدخين في الحدائق العامة التابعة للمقاهي والحانات، غير أن رابطة الحانات البريطانية حذرت من التأثير السلبي لهذا القرار على منشآتها التي تواجه تحديات بالفعل بسبب ارتفاع التكاليف.
نتائج استطلاعات وآراء الجمهور
أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن غالبية البريطانيين يؤيدون حظر التدخين بالقرب من المستشفيات، فيما كانت الآراء متباينة بخصوص تطبيقه في حدائق الحانات.
وتشمل التدابير المخطط لها منح الحكومة صلاحيات لحظر التدخين في أماكن خارجية محددة مثل ملاعب الأطفال والمدارس والمستشفيات، مع التأكيد على ضرورة فتح باب التشاور العام حول الأمر.
تأثير التدابير السابقة على الصحة العامة
وكانت الحكومة البريطانية قد اتخذت في الماضي خطوات لإنشاء “جيل خال من التدخين”، إلا أن بعض القوانين المقترحة لم تُطبق قبل الانتخابات. وتهدف التشريعات الحالية إلى منع بيع السجائر لأي شخص دون 15 عامًا، وتقليل جاذبية السجائر الإلكترونية للشباب.
ويعتبر التدخين في بريطانيا أحد أسباب الوفاة الرئيسية، حيث يودي بحياة 80 ألف شخص سنويًا، ويكلف الاقتصاد البريطاني نحو 21.8 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يفوق عائدات الضرائب التي تحصل عليها الحكومة من مبيعات التبغ.
تُظهر التقارير أن قوانين حظر التدخين التي أقرتها بريطانيا في الأماكن المغلقة منذ عام 2007 أسهمت في تقليص عدد المدخنين، وساهمت في تخفيض حالات النوبات القلبية التي تحتاج إلى علاج بالمستشفيات.