في تحول كبير للمشهد السوري، أعلن رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي أن الحكومة لا تزال تعمل على الأرض، رغم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ودخول قوات المعارضة إلى دمشق خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومع هذا السقوط، ظهرت معادلة جديدة محورها التحديات الداخلية والتدخلات الدولية.
صرّح الجلالي في لقاء مع قناة “سكاي نيوز عربية” بأن الوضع الأمني في البلاد بدأ يشهد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالأيام السابقة.
وأكد على أهمية الانتقال السلس للسلطة، مشيرًا إلى استعداد الحكومة للتعاون مع المعارضة، بما في ذلك زعيمها أحمد الشرع، الذي ظهر منتصرًا وسط أنصاره في أحد مساجد دمشق الشهيرة.
عودة الحياة تدريجيًا إلى دمشق
في شوارع العاصمة السورية، بدأت مظاهر الحياة تعود ببطء. ورغم استمرار إغلاق العديد من المتاجر، استؤنف بعض النشاط المدني، ما يعكس تفاؤلًا حذرًا بين السكان.
وسط الاضطرابات الداخلية، تزايدت التدخلات الدولية بشكل ملحوظ:
إسرائيل شنت ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية مرتبطة بأسلحة كيميائية وصواريخ بعيدة المدى، مبررة ذلك بخطر وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات متطرفة.
تركيا أعلنت سيطرة قواتها المتحالفة مع المعارضة على مدينة منبج شمال البلاد، مؤكدة رفضها السماح بعودة الجماعات “الإرهابية” أو تصاعد نفوذ القوى الكردية.
المعارضة تطمئن وتخطط لإعادة الهيكلة
في محاولة لطمأنة الشعب، انتشرت مقاطع فيديو لمقاتلين معارضين يؤكدون فيها رفضهم لأي انتقام طائفي أو فوضى. وفي الوقت نفسه، تسعى المعارضة إلى إعادة هيكلة مؤسسات الدولة لضمان استمرارية الخدمات العامة.
كما صرحت القاضية ختام حداد، مستشارة وزير العدل السابق:
“القضاء مستعد للعودة إلى العمل فورًا، مع اعتماد أساليب حديثة تضمن حقوق المواطنين وتعزز سيادة القانون”.
ومع استمرار موجات اللاجئين العائدين والضغوط الدولية المتصاعدة، يبقى مستقبل سوريا مرهونًا بقدرة الأطراف السياسية على تجاوز الانقسامات، وتشكيل حكومة تمثل تطلعات الشعب.