تشهد أوروبا انتشارًا متسارعًا لسلالة مقاومة من بكتيريا الإشريكية القولونية (E. Coli)، ما دفع وكالة الصحة العامة السويدية (FHM) إلى وصف الوضع بأنه “مثير للقلق”.
ووفقًا لدراسة جديدة صادرة عن الوكالة الأوروبية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها (ECDC)، فإن هذه السلالة البكتيرية تنتقل داخل الدول الأوروبية وبينها بسرعة كبيرة، مما يشكل تهديدًا صحيًا حقيقيًا.
خطر على الصحة العامة
الإشريكية القولونية هي نوع من البكتيريا التي توجد بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان، ولكن السلالة التي تتم دراستها حاليًا تُظهر مقاومة كبيرة للمضادات الحيوية، بما في ذلك المضادات الحيوية واسعة الطيف مثل الكاربابينيمات.
ؤهذا النوع من البكتيريا يُسبب التهابات خطيرة مثل عدوى المسالك البولية وتسمم الدم، وقد انتشرت هذه السلالة بشكل ملحوظ في السويد أيضًا.
ندرة خيارات العلاج
مع مقاومة هذه البكتيريا لعدد كبير من المضادات الحيوية، بات علاج المرضى المصابين بها صعبًا للغاية، إذ لم يتبق سوى عدد محدود من الخيارات العلاجية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن البكتيريا المقاومة للكاربابينيم تمثل تهديدًا عالميًا، مما يجعلها أولوية قصوى للبحث وتطوير علاجات جديدة.
وفي تصريح صحفي، قال الدكتور فيلهلم مولر، الباحث في وكالة الصحة العامة السويدية:
“هذه الدراسة تؤكد مرة أخرى خطورة انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، مما يهدد مستقبل علاج الالتهابات البكتيرية الشديدة. هناك حاجة لاتخاذ تدابير عاجلة على المستويات الوطنية والعالمية”.
ما هي الكاربابينيمات؟
الكاربابينيمات هي فئة من المضادات الحيوية تُستخدم لعلاج الالتهابات الشديدة والمرضى المصابين ببكتيريا مقاومة للعلاجات التقليدية. البكتيريا المستنسخة عالية الخطورة، مثل تلك الموصوفة في الدراسة، تمتلك قدرة كبيرة على الانتشار داخل المستشفيات والمجتمعات، مما يزيد من تعقيد جهود مكافحة العدوى.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية تُصنف البكتيريا المقاومة للكاربابينيم ضمن أخطر التهديدات الصحية، مما يتطلب تطوير أساليب علاجية مبتكرة وتطبيق تدابير رقابية صارمة للحد من انتشارها.